جواب تافه من اجل الكلام!


بقلم: محمد دومو
جواب تافه من أجل الكلام!

سألت نفسي عدة مرات، ولم أجد جوابا مقنعا لعمق مجموع أسئلتي، وهذا من رأيي وفي اعتقادي جد طبيعي، انا هنا لا أريد أجوبة سطحية خارجة عن معاني الأسئلة المطروحة، وإنما أريد أجوبة واضحة ومقنعة في آن واحد، أجوبة مفكر فيها ولو قليلا، أجوبة تكون نتاج جدلية المتناقضات، وليس أجوبة من أجل قول شيء تافه، وتظن أنك قد جاوبت عن الأسئلة..
الجواب صعب دائما إذا ما أخدنا بعين الإعتبار أهمية السؤال، ولكن السؤال في نظري أصعب بكثير من الجواب!
السؤال ينبني عن تفكير مسبق، أما الجواب فغالبا ما يكون ارتجاليا غير مفكر فيه بعمق. لذا قبل الجواب ينبغي الإلمام بجميع مضمون السؤال، فهناك أسئلة ليست لها أجوبة على العموم بتاتا..
السؤال يبقى دائما معلقا أما الجواب عليه يكون بمثابة محاولة للجواب فقط إذا صح التعبير، قابلا ما أمكن للتغيير بين الفينة والاخرى مع مرور الزمان.
فإذن فكر في السؤال جيدا، وافهم عمق مقاصده قبل أن تسترسل في الجواب لتتجنب التفاهات، لأن جل الإجابات المتسرعة، قد تكون لأسئلة أخرى وليس عن جوهر الأسئلة المطروحة!
يستحسن من المرء أن يبقى صامتا إن لم يفهم السؤال جيدا. فالسكوت في مواضع متعمقة جدا، يكون أفضل من جواب لا يراعي جميع مضامين السؤال.
إن تطور وتقدم البشرية على هذه الأرض عبر العصور السابقة بدأ بمجموعة أسئلة قارة مفكر فيها بعمق، والجواب على واحدة منها أو كلها قد يكون في أبعد حد ودائما نسبي شيئا ما، حسب السقف المعرفي للفرد أو للمجتمع قابل للتغيير حسب الزمان والمكان وبالتالي ليتحول الى جواب آخر نسبي هو كذلك و هكذا الى ما لا نهاية..
وبهذه الكيفية إستطاع هذا الإنسان أن يتقدم ويتعلم وبالتالي تقدمت العلوم والمعارف. وبهذا المنهج استطاع الإنسان دائما في جل المناسبات التاريخية أن يعطي لأسئلته أجوبة أفضل لكن لتبقى هي الأخرى نسبية في عمقها..
وليس ثمة من جواب مطلق لأي سؤال!
لذا ينبغي للإنسان قبل الجواب، أن يفكر في كل هذه الأمور ولو لثانية قبل البدء في استرساله الكلام. لكي لا يسقط في بحر من التفاهات والأخطاء وهلم جرا..

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حلاق الحي

الجمال!

هديل حمامتي!