هدية غالية


بقلم: محمد دومو
هدية غالية

بهذا الحجر الصحي المضروب علينا اجمعين، إثر حلول وباء كورونا في الاقطار والامصار، عادت البيوت تسترجع حيويتها من دفء أسري، هذا الاخير الذي أصبح شبه مفقود عندنا منذ أيام خلت بشكل من الأشكال، وخصوصا عندما غزانا عالم التكنولوجيا أو العالم الافتراضي فلقد زاد الطين بلة، ها هو هذا الفيروس يقدم لنا ثانية خدمة بالمجان..
قبل حلول هذا الأخير في أوساطنا وبالقرب منا، كانت علاقات أفراد مجمل الأسر ذاهبة نحو وجهة مجهولة مدمرة، من تحلل أسري غير مرغوب فيه: عزلة تامة ولا مبالاة غير مسؤولة وندرة التحدث والتواصل دائم في حياتنا اليومية، بين أعضاء مكوني هذه الأسرة من أب وأم وأولاد ..الخ.
ها نحن اليوم قابعين في بيوتنا أجمعين مرغمين من ذلك، ولكن المقابل على هذا، هو هذه القيمة المسترجعة والمؤسسة للبناء الأسري، انها قيمة بسيطة في مسلكها، عفوية بتفعيلها والعمل بها غير مكلفة و بأبخس الأثمان..
ولكنها القلب النابض في إرساء توازن سير الأسر باختلاف أنماط عيشهم..
عاد النشاط يسري رويدا رويدا في عروق هذه الاخيرة بشكل طبيعي، من تضامن غير مسبوق ومسؤولية جمعاء وتحدث وإصغاء بشتى الطرق، وأصبح الكل، مهما وطأت هذا الفيروس من رعب في نفوس الجميع، منسجما مع من حوله من أفراد أسرته، وهذا هو أجمل شيء قدمه لنا هذا الفيروس كهدية جميلة من مجمل هداياه الاخرى الغير متناهية، في هذه المرحلة المستعصية التي تمر منها الانسانية، فشكرا لك يا كورونا على اهتمامكم بنا مهما قساوة تعاملك معنا، فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حلاق الحي

الجمال!

هديل حمامتي!