الاسلام الدردشي


بقلم: محمد دومو
الإسلام الدردشي!

أصبحت تعابير معظم الناس تتطاير من ألفاظها كلمات روحانية من صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم وموعظة حسنة وتبادل جمعة مباركة و...الخ
وكأن هذا الإنسان ما كان في يوم من سالف أيامه الماضية يعرف كل هذا، ولكن الغريب في الأمر هو هذا التحول المفاجئ في سلوكيات الناس سوى على المواقع الإجتماعية لا غير ذلك، لقد أصبحنا نتنافس في ما أسميه اليوم بإسلام الدردشة، أو إسلام المظاهر، وتركنا جنبا معزولا بغير تدبر الاسلام الحقيقي، المعاملاتي المؤسس للمجتمع، والسلوكي الزاخر بالقيم الإنسانية، والجوهري العميق للنجاة من فواحش الدنيا، هذا الإسلام الذي أرسله لنا الله عبر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ما هذا الانفصام الحاصل في عقلنا الجمعي؟
  • وما نوع المذهب الذي أصبحنا تنتمي إليه في هذه الآونة الأخيرة؟
  • أهو نفاق جديد أصبح ينخر مجتمعنا؟
  • أم بداية عودة إلى الصراط المستقيم؟ 
انا من منظوري الشخصي، لا أرى من عودة لجوهر هذا الدين بهذه الأفعال، لأننا وكلنا أصبحنا نستعمل مثل هذه العبارات الروحانية الجميلة في مظهرها دون الوقوف بتأمل لروح معانيها العميقة، القادرة على بناء مجتمع خلوق، مجتمع يزخر بالقيم الإنسانية المهيكلة للعيش في هذه الدنيا بسلام تام..
لقد زغنا عن الطريق الصحيح في نهج سبل أخرى بديلة من صنعنا نحن، ولا صلة لها بهذا الإسلام الذي أنزله الله على نبينا محمد صلى الله وسلم.
وفي اعتقادي أخيرا وليس آخرا، أن شيئا ما تقشعر له الأنفاس، إذا ما أردت تدمير جوهر انفعالاته عند معظم الناس، فعليك أن تداوله دون فعل أي ردة فعل إزاءه، وبالتالي يضيع ويصبح مقبولا دون أي اعتبار. وهذا ما أصبح يجري في شرايين هذا المجتمع حتى ذهبت كل قيمه وضاعت الغيرة على أبسط الأشياء من أناس هذا الأخير. حتى أصبحنا نعيش بمجموع متناقضات، وبهذا التعريف أننا قد تحولنا وكلنا الى مرضى ونحن في غفلة من أمرنا.
أنا هنا لا اعمم ولا أستثني أحدا، وانما أقول ما أصبحت أشاهده عن قرب، وهذه مجرد ملاحظة ووجهة نظر شخصية لا غير ذلك.
فلا بدّ من الوقوف بتأمل لمثل هذه الأشياء المدمرة للمجتمعات بكل حزم ومسؤولية تجاه هذا الغزو الطارئ على هذه الأمة، وأختم مقالي هذا بقول الشاعر:
والصدقُ أرفع ما اهتز الرجالُ لهُو
                    خيرُ ما عوّدَ أبناً في الحياةِ أبُوَ
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ 
                    فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

حلاق الحي

الجمال!

هديل حمامتي!